الأحد، 8 ديسمبر 2013

دور العرب في الجاذبية

تشير الكتب التاريخية إلى أن العرب كانوا قد عرفوا الجاذبية وتأثيراتها إلا أن العمل على نظرية "الجاذبية الحديثة" كان في أواخر القرن السادس عشر وبداية القرن السابع عشر حيث قام غاليليو بتجربته الشهيرة التي رمى فيها كرات ذات كُتل مختلفة من أعلى برج "بيزا" وبيّن أن سرعة وصول الجسم للأرض لا تتعلق بكتلته ، ولاحقاً قام أيضاً بتجربة دحرجة الكرات على سطح مائل واستنتج منها أن السبب الذي قد يؤدي إلى وصول الأجسام الأثقل للأرض قبل الأجسام الأخف في بعض الأحيان هو احتكاك الهواء في الغلاف الجوي بالجسم .

وقد عرف العرب منذ القرن التاسع للميلاد قوة التثاقل الناشئة عن جذب الأرض للأجسام وأطلقوا عليها آنذاك اسم "القوة الطبيعية" ، كذلك أدرك علماء العرب وفلاسفتهم أن هذه القوة تتعاظم كلما كبر الجسم ، كما في قول ابن سينا في القرن الرابع الهجري / العاشر الميلادي في كتابه ( الإشارات والتنبيهات ) :

"القوة في الجسم الأكبر إذا كانت مشابهة للقوة في الجسم الأصغر حتى لو فصل من الأكبر مثل الأصغر ، تشابهت القوتان بالإطلاق ، فإنها في الجسم الأكبر أقوى وأكثر إذ فيها من القوة شبيه تلك" .

وزيادة وقف علماء العرب والمسلمين تماماً الجاذبية الأرضية ويتضح ذلك جلياً في كتاباتهم ، منها ما جاء لسان أبي الريحان البيروني في كتابه ( القانون المسعودي ) حيث قال :

"الناس على الأرض منتصبو القامات  كاستقامة أقطار الكرة وعليها أيضاً تؤول الأثقال إلى الأسفل" .

ومنها ما جاء في كتابات الخازني في كتاب ( ميزان الحكمة ) حيث قال :

"إن الأجسام الساقطة تنجذب نحو مركز الأرض وإن اختلاف قوة الجذب يرجع إلى المسافة بين الجسم الساقط وهذا المركز".

وقال أيضاً :

"الجسم الثقيل هو الذي يتحرك بقوة ذاتية أبداً إلى مركز العالم ، أعني أن الثقل هو الذي له قوة الحركة إلى نقطة المركز".

كما شبّه الإدريسي جاذبية الأرض بجذب المغناطيس للحديد ، ولما قال في كتابه ( نزهة المشتاق في اختراق الأفاق ) :

"الأرض جاذبة لما في أبدانها من أثقال بمنزلة حجر المغناطيس الذي يجذب الحديد".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق